فترة تعارف، تبادل أحاسيس، ربما خطوة جريئة وخطوبة، وربما زواج وأولاد. ثم فجأة ينهار كل شيء ويحصل الانفصال. الانفصال العاطفي هو أصعب جوانب الانفصال ولكنه غالباً ما يظل منسياً. نظرة المجتمع والالتزامات الأبوية تتقدم غالباً على الناحية العاطفية. لكن في الحقيقة سواء كان الأمر يتعلق بالرجل أو بالمرأة فإن أصعب شيء بعد الانفصال هي إدارة العواطف. بين شعور بالرفض والفشل، وشعور بالنقص والوحدة ينعزل كلا الطرفين ويحاول إقناع نفسه بعدم وجود مشكلة. لكن النقص العاطفي يطفو بقوة ليعكر حياة صاحبه أكثر وأكثر.
فترة هدوء
لا شك أن أكثر ما يلزم بعد الانفصال هي فترة هدوء تمنحها لنفسك لكي تستطيع التفكير بروية بكل ما جرى معك. الهدف هو ليس اكتشاف سبب الانفصال أو لوم نفسك أو شريكك. وإنما الهدف هو قبول هذا الانفصال لأنه وقع ويجب أن تتعامل معه. لا بد من فصل الأمور عن بعضها والتعامل مع المشاكل كل على حدة.
إذا كان هناك أولاد فلا بد من ترتيب أمورهم بعد الانفصال بعيداً عن مشاحنات لا طائل منها. والأهم هو عدم التفكير بالتضحية بكل شيء من أجل الأولاد. هذه الطريقة هي أسهل طريقة لتدمير الشخص عاطفياً بجعله يزيد فوق مأساة الانفصال مأساة حرمانه من كل متعة ظناً منه أن هذا يرضي أولاده.
الإنعزال
بعد الانفصال لا بد من فترة عبور يتوجب فيها شرح الوضع الجديد للأصدقاء والأقارب. غالباً للأسف يحصل العكس. فبعد الانفصال يتجه الشخص للانعزال هرباً من أسئلة الناس. وهذا يكون له أثر مدمر على حياة الشخص الاجتماعية. فالأصدقاء سوف يحاولون التقرب مرة أو اثنتين لكن رفض التواصل معهم سوف يدفعهم لعدم الازعاج بالابتعاد أيضاً. وهكذا يتحول الانفصال العاطفي إلى انفصال عن المجتمع بأسره.
الفراغ العاطفي
تجاوز النقص العاطفي لا يمكن أن يتم إلا بملء الفراغ العاطفي. ليس عيباً أن تبحث لنفسك عن شريك آخر دون عجلة رغية بالانتقام ودون رفض مطلق رغبة بالتضحية. الانسان بحاجة لاعتراف الآخرين ولو ضمناً بأهميته بالنسبة لهم. وملء الفراغ العاطفي لا يمكن أن يتم دون وجود شخص يشاركك حياتك العاطفية. التوازن العاطفي هو حزام الأمان ضد الأفكار السوداء التي يمكن أن تراودك. حتى بالنسبة للأطفال في حال وجودهم. فإن توازن الأب أو الأم العاطفي هو مفتاح اهتمامه بهم. لا يمكن أن تهتم بشخص آخر وأنت بحاجة لمن يهتم بك. الانفصال هو تجربة صعبة لا يجوز التوقف عندها. وكما يقول المثل الهندي. إذا كنت تمشي فوق النار لا تتوقف أبداً.