الرومانسية هي تلك الرقة في المشاعر و المعاملة الحسنة، التي تتسم بالمودة و الرحمة وخاصة الاحترام السائد والاحساس المرهف الذي يلف علاقة زوجين او اشخاص مع بعضهم.
يمكن أن نعرف الرومانسية بشمول أكثر فنقول هي تلك الصفة الجميلة التي تميز طبيعة بعض ألأشخاص فالإنسان الرومانسي (رجلا كان ام امرأة) معروف برقة مشاعره و صفاء احاسيسه و شفافيتها، فهو شديد التأثر بما حوله، مهتم لأحوال غيره، حريص على ضمان راحتهم و بهجتهم ..
فمن هنا يمكننا أن نعرف الرومانسية على انها تلك الأحاسيس الجميلة و الصادقة التي تملأ نفس الإنسان فتجعل منه شخصا مميزا برقة تعامله و حنانه مع غيره، فالرومانسية تجعل الإنسان في كثير من الاحيان يسعى إلى إسعاد و إرضاء الأشخاص الذين من حوله، و لو كان ذلك على حساب نفسه.
مفاهيم خاطئة عن الرومانسية :
كثيرا ما يتبادر إلى الاذهان بمجرد ذكر الرومانسية، تلك الأجواء البراقة، و أنوار الشموع المنتشرة، و باقات الورود الحمراء، و موائد الغذاء و العشاء المزخرفة بتلك الأواني اللامعة، والالبسه المصممه الفاخرة، ولكن هل هذه المظاهر والصور التي نتخيلها هي فعلا الرومانسية والأحاسيس المرهفة التي توطد و تقوي روابط العلاقة بين الشخصين المتحابين؟
هل مفهوم الرومانسية يتعدى مجرد الأحاسيس و المشاعر الرقيقة الصادقة فلا يكتفي بذلك ويشترط وجود محيط راق مبهرج بالماديات التي لا يقدر على تكاليفها ومظاهرها إلا فئة قليلة من المجتمع ؟
طبعا الجواب هو لا! فليس الجانب المادي ركنا ولا شرطا لإيجاد جو رومانسي في علاقة صادقة بين زوجين مخلصين متحابين، إذ لطالما رأينا الرومانسية ترافق حياة أشخاص بسطاء بل وأحيانا فقراء لم يبلغوا أبدا مظاهر الغنى والرفاهية، لكنهم يعيشون حياتهم في جو مفعم بالود والوفاء والرقة والنقاء والرومانسية الصافية.
هل المرأة أكثر رومانسية من الرجل :
قد يجيب الجميع دون تفكير أو تردد بأن المرأة أكثر رومانسية من الرجل، وذلك لطبعها الرقيق ولكونها قبل كل شيء امرأة مرهفة وكثيرة المشاعر، غير أن العجيب أن بعض الدراسات التي أجريت على فئات من الرجال والنساء في احد الدول الغربية، قد أثبت ان الرجال كانوا أكثر رومانسية من النساء، حيث يعمدون بشكل متككر على التعبير عن اعجابهماو ترديد كلمات الوفاء والحب لزوجاتهم وشريكات حياتهم.
كما اثبتت الدراسة أن هذه الرومنسية تزداد بشكل ملاحظ عند من يبلغون سن الثلاثين الى الأربعين، حيث تزداد رغبتهم في التعبير عن حبهم برومانسية ورقة لشريك حياتهم.
الرومانسية في الرجل ضعف أم صلابة؟
قد نتخيل او نلاحظ امرأة تتصف بالرومانسية في تصرفاتها وطباعها، ولا نولي ذلك حيرة أو عجب، بل نجد صفة الرومانسية في المرأة ميزة مرغوبة تزيد من إبراز جمالها ورقتها كامرأة، فهي امرأة تشم رائحة الزهور فتبتسم لها، أو تسمع زقزقة العصافير فتفرح معها، أو زوجة تحرص على سعادة زوجها وراحته في بيته، فتجعل من البيت كالحديقة الساحرة مفعم بجو من الرقة والصفاء في كل تعاملاتها وتصرفاتها.
فمهما بلغت المرأة من درجات الرقة والرومانسية فإنها تكون دائما محل اعجاب وإطراء لمن حولها لكن ماذا عندما يكون ذلك الشخص الرومانسي هو الزوج او الرجل ؟ لماذا الكثير من الناس يعتبرون الرجل الرومانسي الرقيق المشاعر المرهف الحس شخصا هشا او ضعيفا يا ترى ؟
خاصة لو تكلمنا عن مجتمعاتنا الشرقية ، حيث تعتبر الرومانسية للرجل الشرقي في كثير من الاحيان شيئا نادر الوجود ويستغرب البعض لرأيته لدى القلة القليلة من بينهم! أما لو نظرنا الى المجتمعات الغربية مثلا فإننا سنعلم كيف أن الرجل الرومانسي عندهم يعتبر رجلا ذا قوة ويتصف بالنبل وبكل ما تحلم به كل امرأة، فالرومانسي ليس في الحقيقة رجلا ضعيفا وإنما هو رجل قوي لدرجة أنه استطاع أن مزج بين القوة التي فطرعليها وبين الرقة والأحاسيس المرهفة التي تجعل منه شخصا قويا مميزا.
وهذه الاصناف قد أصبحت قلة نادرة في مجتمعاتنا وعند التفكير بها قد نعتقدها موجودة في عصور الابطال والنبلاء المخلصين من الزمن الماضي، الذين تروى قصصهم بين طيات الكتب.
وختاما نقول أن الرومانسية صفة جميلة يتصف بها كل من المرأة و الرجل، قد تكون المرأة في أحيان أكثر رومانسية من الرجل وقد يتفوق عليها الرجل في أحيان اخرى برومانسيته، ونقول أن المرأة الرومانسية كالجوهرة الصافية تزيد في جمال وروعة ما حولها، و أن الرجل الرومانسى هو الشخص القوي المتوازن الذي يستطيع بتميزه أن يمزج بين القوة والأحاسيس المرهفة، فينال حب و إعجاب وتقدير من حوله.
وتبقى الرومانسية ذلك الشعور الصادق والتصرف الجميل، كنزا ثمينا ينبغي على كل من يفهمه حفظه ونثره على من حوله.