الْشَّخْصِيَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ وَتَزْكِيَةُ النَّفْسِ



الْشَّخْصِيَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ وَتَزْكِيَةُ النَّفْسِ !!

يمكن أن نستمد مفهوم الشخصية الإسلامية من خلال ثلاثة محاورأو دوائر متكاملة ومتفاعلة فيما بينها :
علاقة الشخصية الإسلامية بذاتها :
وتتضمن علاقتها بذاتها ومدى فعاليتها في المستويات الأخرى من الحياة .
حيث أن الذات المسلمة هي مستودع العقيدة والقيم والفكر .
وهي صاحبة التكاليف بتحقيق أفعالها وتقدير غاياتها وسلوكها والوفاء بالتزاماتها تجاه خالقها ونفسها ومن ثمة الآخرين والبيئة أوالعالم المحيط بها ، وكلها دوائر وعلاقات متفاعلة ومتداخلة فيما بينها .

ويكمن جوهر علاقة هذه الشخصية بذاتها في مفهوم تزكية النفس : أي السمو بها وتنمية جوانبها والارتقاء بغاياتها وأهدافها .
وفي هذه الحالة يحدث التوازن بين مكونات هذه النفس من جسم وعقل وروح .

حيث يُطالَب المسلم برعاية هذه المكونات والسمو بها في توازن ووسطية ويؤكد ذلك ما ورد من آيات قرآنية وأحاديث نبوية .
إن مفهوم التزكية ليشير بوضوح إلى جهاد الإنسان المسلم ومقاومة عوامل التدني والشهوة والتخلق بالخلق القويم من الوجهة الإسلامية ومن جوانب الفطرة القويمة ، أي أنها متفقة مع الطبيعة الإنسانية السوية وليست مغايرة أو معادية لها .

ومن جوانب تزكية النفس التبرؤ من إتباع الهوى والأثرة . وقد جاء ذلك مصداقا لقوله سبحانه وتعالى :

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس .
ومن معاني تزكية النفس أيضا تطهيرها من الخبائث ورذائل الأمور والأعمال ومغالبة الهوى والميول الغير صالحة .

رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} قَالَ :
"اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا" .
وَرَوَاهُ جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} رَفَعَ صَوْتَهُ بِهَا ، وَقَالَ :
"للَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا" .
كما ورد في القرآن الكريم إلى أن من نتائج تزكية النفس حسن العاقبة والمآل :

(فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} النازعات .


0 التعليقات:

إرسال تعليق