البحث عن عمل مناسب ليس بالأمر السهل، خصوصاً أنّ الوظائف الشاغرة قليلة في هذه الأيام. وأحياناً قد يحالفك الحظ وتتلقّين عرضاً للعمل في إحدى الشركات التي تجسّد طموحاتك وأحلامك، إلّا أنك تفوّتين الفرصة وتفشلين في الحصول على العرض بسبب سوء تصرفاتك وسلوكك أثناء المقابلة، وهذا ما يؤدي بالتالي الى تدمير مسيرتك المهنية.
قد تكون وظيفة أحلامك على بعد خطوات قليلة منك، لكنّ سلوكك الخاطئ أثناء مقابلة العمل يكون السبب الرئيسي في فشلك وفي تفويتك لهذه الفرصة التي لطالما حلمت بها، فما هي الأخطاء التي لا تغتفر في مقابلات العمل؟ وكيف يمكن تجنّبها؟
إليك قائمة بأبرز الأخطاء التي تؤدي الى تدمير مسيرتك المهنية، فحاولي تجنّبها لتضمني مستقبلا مهنيا زاهرا:
1 - التأخّر عن الموعد أوّل ما يهمّ ربّ العمل أو الشخص الذي سيجري معك المقابلة هو مدى احترامك للوقت وتقديرك لموعدك، فأفظع خطأ يمكنك ارتكابه هو تأخّرك في الوصول عن موعد المقابلة المحدد وترك المسؤول ينتظرك، حتى ولَو لبضع دقائق، لأنّ ذلك سيترك انطباعاً بأنك شخص لا يلتزم بمواعيده وقراراته، وبالتالي ستكونين أمام خطر فقدان الفرصة.
وكي لا تقعي ضحية الوقت، رتّبي أمورك جيداً واعلمي مسبقاً بمكان المقابلة وكيفية الوصول اليه في الوقت المناسب، واحرصي على أن تصلي قبل الموعد بربع ساعة على الأقل، لأنّ ذلك سيشعرك بالطمأنينة والارتياح.
ولكن إذا حصل حادث ما أخّر في وصولك في الوقت المناسب، اتصلي مباشرة بالشخص المسؤول واعتذري منه، وحاولي تحديد موعد آخر لإجراء المقابلة.
2 - الشكل الخارجي إنّ أكثر ما يهمّ في مقابلة العمل هو طريقة التكلّم وإقناع الشخص المسؤول بأنك أهل لهذه الوظيفة، ولكن هذا لا يعني بأن الشكل الخارجي لا يملك أيّ تأثير. بل بالعكس، فأوّل ما يلفت انتباه الآخر هو مظهرك الخارجي وطريقة ملابسك.
فإذا أردت أن تلاقي استحسان من يجري معك المقابلة، احرصي على اختيار ملابس ذات طابع رسمي تعكس جدّيتك وقدرتك على تحمّل المسؤولية، وابتعدي قدر المستطاع عن الملابس الكاجويل لأنها تترك انطباعاً بأنك لم تبذلي أيّ مجهود لنَيل الوظيفة.
3 - التصرف بتوتر مهما تحضّرت لهذه المقابلة إلّا أنك لن تتمكني من التخلّص من التوتر، فتعمّدي محاولة إخفائه وعدم إظهاره لمحاورك، فمن شأن ذلك أن يفقدك ثقتك بنفسك وقدرتك على تحمّل المسؤولية.
لذلك، احرصي على الابتسام في وجه من يحاورك، وانظري مباشرةً الى عينيه عندما يوجّه إليك الحديث، وأجيبي عن الأسئلة بثقة وهدوء، وتجنّبي التعبير بحركات اليدين قدر المستطاع.
علماً أنّ أهمّ نقطة في هذه المقابلة تكمن في ابتعادك عن الممنوعات، فلا تدخني ولا تعلكي ولا تطلبي شيئاً لتشربيه إذا لم يعرض عليك ذلك.
4 - عدم الاستعداد والجهل من بين الأخطاء التي قد ترتكبينها أثناء المقابلة هو عدم استعدادك لها وجهلك بطبيعة المؤسسة.
لذلك، وتجنّباً لهذه الأخطاء التي تؤثر سلباً في مسيرتك المهنية، استعدي جيداً للمقابلة وحاولي توقّع الأسئلة التي ستطرح عليك وتمرّني على الأجوبة.
ومن ناحية أخرى، احرصي على معرفة كل المعلومات المتعلّقة بالمؤسسة: منتجاتها وفروعها، بالإضافة الى هيكلها الاداري وأهميتها في السوق... واستخدمي هذه المعلومات في حوارك مع المسؤول، لأنّ ذلك سيثير إعجابه وسيكوّن نظرة إيجابية عنك.
5 - الإفراط في الحديث قد يعتقد البعض أن الإفراط في الحديث هو من سِمات الشخص الناجح، ولكن هذا المعتقد خاطئ، فالشخص الذي يفرط في التكلّم يفعل ذلك محاولاً إخفاء ارتباكه وتوتره، كما أن المبالغة في الكلام قد تؤدي الى إظهار نقاط الضعف فيك.
لذلك، تجنّبي الأجوبة الطويلة والتزمي بالقصيرة والواضحة منها، ولا تقاطعي من يحاورك، ولا تخجلي من لفت نظره الى نقاط القوّة فيك، واستعراض خبراتك ومهاراتك وخلفيتك العلمية أثناء حديثك معه، لأنّ هذا ما يجعله يتأكد من أنك تملكين المؤهلات المطلوبة لشغل هذه الوظيفة، وبأنّ تعيينك في المؤسسة سيشكّل مكسباً لهم بقدر ما يكون مكسباً لك.
6 - الإساءة الى الرؤساء السابقين أسوأ شيء قد تقومين به خلال مقابلتك الجديدة هو التحدث بالسوء عن ربّ عملك القديم وإهانته، لأنّ الشخص الذي قد يكون مديرك المستقبلي سيأخذ انطباعاً سيئاً عنك، وسيعتقد بأنك ستتكلمين عنه بالمثل في يوم ما.
وإذا تطرّق في حديثه عن سبب تركك لعملك والتقدم من هذه الوظيفة، أخبريه بأنّ لديك طموحات أوسع وأنّ عملك السابق لم يعد يؤمّنها لك، ولم يعد يشكّل أي تحدّ بالنسبة إليك. ومن الامور المحظورة أيضاً المبادرة الى التحدّث عن الراتب والمكافآت المادية.
عندما يخبرك المحاور أن المقابلة انتهت، لا تغادري فوراً، بل اشكريه على الفرصة التي أعطاها لك، واخبريه بأنك تتطلعين للانضمام الى هذه المؤسسة وبناء مسيرتك المهنية فيها.