تحمل المرأة السعودية في داخلها نظرة قاصرة وغير موضوعية عن الرجل السعودي ؛ فهن في مجالسهن الخاصة يتندرن على ابن وطنهن ويتبادلن النكت الساخرة بالجوالات ، ولايختلفن أبدا في نظرتهن إلى أزواجهن أو الرجال السعويين عامة بأنهم :
أجلاف ....
يفتقدون الرقة ....
لايعرفون أبجديات الرومانسية ....
غير أنيقين في لباسهم الداخلي والخارجي ...
لايهتمون بمظهرهم على الاطلاق ...
يفتقرون إلى كلمات المجاملة وعبارات الاعتذار الرقيقة ....
لايتذكرون على الاطلاق المناسبات السعيدة التي تخص المرأة ؛ مثل : ذكرى الزواج ، ذكرى يوم الخطوبة ، ذكرى أول لقاء ، ذكرى أول خبر سعيد في الحياة الزوجية كالخبر عن أول حمل للزوجة ، أو نجاحها وحصولها على درجة علمية متقدمة ، أو ترقية وظيفية .... وغيرذلك من المناسبات السعيدة .
لايهتمون بالهدايا التي تعبر عن الحب وتشعر المرأة بمنزلتها في قلب الرجل ....
لايهتمون كثيرا باختيار العطر المناسب للمناسبات الخاصة ....
صامتون غيرناطقين ولامعبرين عن مشاعرهم في اللحظات الحميمة ....
يندر أن تسمع المرأة من زوجها عبارات أنيقة ولطيفة ومحببة تعمق الصلة بين القلوب وتقرب المشاعر وتزيل الحواجز ؛ مثل هذه العبارات الراقية العذبة :
ياعمري ، ياحياتي ، ياروحي ، ياقلبي ، ياحبي الأول والأخير ، يادنيتي ، يا أحلاقمر ، يا أجمل امرأة ، يا أحلا النساء ، ياملاكي ، يا أمنياتي ، ........ الخ
يجهلون مفردات قاموس كلمات الحب العبقة بالشذى والفواحة بالعبير القادرة على تخليق أجمل اللحظات وأكثرها ثراء وعطاء ودفقا وصدقا ومحبة .
الرجل السعودي كماتراه المرأة السعودية يعيش أبجدية وأمية مطلقة في تعامله مع المرأة ؛ فهو أيضا كما يعبر النساء السعوديات عنه :
دفش ، عنيف ، متجهم ، غير لبق ، سريع الغضب ، سريع الانفعال والاستثارة ، غير مبادر بالاعتذار ، غير أمين على العلاقة الزوجية ، غير صادق ، كثير الاحتيال والأعذار الكاذبة ، شحيح على زوجته كريم على غيرها ، لايبالي بمايجرح مشاعر زوجته من إشارات أو عبارات أو مواقف ..!! .
إن كانت معه في مشوار سبقها ولم تساويه في الخطوات والمسير فهو أمامها بخطوات ، وإن دخلا إلى محل تجاري أو مطعم أو فندق سبقها بالدخول ؛ فتجد المرأة حرجا في هذا الموقف أمام الناس من حيث عدم تقدير زوجها للآداب العامة وللتقاليد الحضارية في التعامل مع النساء عامة .
وفي المقابل يضرب النساء السعوديات مثلا للرجل النموذج ب \" اللبناني \" وأنه لايباريه أحد من الرجال الآخرين في صفات كثيرة تحبب المرأة في الرجل وتقربه منها ؛ فهو في نظرهن :
رقيق ، رومانسي ، أنيق جدا ، لطيف مع المرأة ، يجيد استخدام عبارات التقدير والاحترام للمرأة ، يشعر المرأة بمنزلتها الرفيعة في نفسه ، يخدمها ، يقدمها في الدخول والخروج ، لايمكن أن يجلس وهي واقفة ، أو يتقدم عليها خطوة واحدة وهما يسيران سويا ، لاتسمع منه إلا عبارات رقيقة ، وكلمات عاطرة ، وابتسامات تفتح النفس وتمسح أية كآبة مختبئة في أعماق النفس ؛ مثل : يا ألبي ، تؤبريني ، يسلم بؤك ، شوهاالأمر ، ..... الخ .
هذه هي مفهومات المرأة السعوية عن الرجل السعودي ، وعن الرجل غير السعودي وخاصة اللبناني ، فهل هذا الكلام المطلق صحيح وحقيقي أيتها النساء ؟؟!!
هل نحن أجلاف وخشنون وغير رقيقين ولامهذبين ولا أنيقين ولا نحفظ من قاموس الكلمات الجميلة إلا ماكان على النقيض ؛ مثل :
ياهيه ، ياهيش ، ياحرمة ، من اللي في ذا ؟ الاهل ، أهل البيت ، ام العيال ، الداخلية ، انا والعيال ، الولية ، العجوز ، تاتشر ، ....... الخ من كلمات غير لطيفة ولا مؤدبة ولاحضارية تومئ للزوجة ولاتسميها مباشرة ؛ باعتبار أن اسم المرأة عورة ومن المعيب الاجتماعي .. فيندر أن ينادي رجل زوجته باسمها ومن طول غياب اسم الزوجة عن لسان زوجها يخيل إليها أنه نسي اسمها ؟! .
هل نحن كلنا نحن الرجال هكذا أيتها النساء ؟؟!!
هل نحن غير مبالين بالمناسبات الخاصة ؟؟؟
هل نحن لانقترب من المرأة سوى عند إلحاح الرغبة فقط ، ثم تكون كائنا آخر نفتقدالمشاعر نحوها والإحساس بأنوثتها وإنسانيتها ؟؟؟!!
إذا كنا كذلك فماهي الحلول ؟ وماهي السبل الكفيلة بتنبيه كثيرين من الرجال الأجلاف غير المهذبين المفتقدين للرقة واللطف والأناقة إلى إدراك أوجه القصور لديهم ، ومعالجة نفوسهم من داخلها ، وتقريب المفاهيم والتقاليد الحضارية الحديثة في التعامل مع المرأةإليهم ، وتعليمهم فن الاتيكيت وأساليب التعامل الأنيقة مع الناس كلهم وبخاصة النساء .
وإذا لم نكن على ذلك النحو الشائن المعيب ، وأن المرأة السعودية متجنية على ابن وطنها وتنظر إليه نظرة خالية من الانصاف والعدل ، وأنه على خلاف ماتعتقد جملة وتفصيلا فما هو الطريق الأنسب والأكثر إقناعا لتغيير هذه المفهومات المغلوطة عند المرأة عن الرجل السعودي ؟؟!! .
وهل كل النساء السعوديات أيضا - ومن باب رد الصاع صاعين !! - رقيقات أنيقات لطيفات رومانسيات قادرات على التعبير عن مشاعرهن وخلجاتهن ؟؟! .
ونستطيع أن نخلص من عرض وجهات النظر المتقاطعة إلى أن الصلة بين الرجل والمرأة وإن بدت على السطح عادية ولاتثير تساؤلات إلا أنها في حقيقة الأمر تخفي في أعماقها ألف تساؤل مقلق وحائر يبحث عن إجابة شافية ترسي سفينة هذه العلاقة على مرفأ آمن ، وتعالج الخلل الكامن في أساس وتركيبة هذه العلاقة المضطربة من حيث البدء