براءة


انزوى غير بعيد عن أترابه الذين كانوا يلعبون و يمرحون و ضحكاتهم البريئة تملأ المكان غبطة و سرورا أمّا هو فلم يكن يشعر بتلك الغبطة و الحبور بل كان يشعر كما لو أنّه من أهل القبور و فجأة أحسّ بيد تلمس كتفه بلطف فرفع رأسه والتفت فلمح وجها ملائكيّا يبتسم له برقّة وحنان : هل تشاركني هذه اللعبة يا سامي ؟

������
خبت كلّ علامات الحزن و الكآبة التي كانت تعلو محيّاه و اختفت و غاب عنه التّجهّم و الكدر و أجاب بكلّ فرح : نعم يا هدى بكلّ سرور . دفعت البنيّة الكرسيّ المتحرّك الذي كان يستقلّه و مضت نحو مقعدّ شاغر في حديقة الحيّ و وضعت عليه علبة السّكرابل و انهمكا في اللعب معا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق