[ كان النبي صلى الله وعليه وسلم يبادر جبريل عليه السلام إذا ألقى عليه القرآن فيقرأ، فقال الله تعالى(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)
يعني لا تحرك اللسان- ولا سراً - حتى ينتهي جبريل من القراءة ، ثم بعد ذلك اقرأه.
(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) ]
كان صلى الله عليه وسلم يشعر بحجم الأمانة الملقاة على عاتقه
فيبادر جبريل عليه السلام إذا ألقى عليه القرآن فيقرأ ،
حتى يبلغ لنا الرسالة كاملة ،
حتى لاينسى
حتى يخرج خير أمة
ولأنه يعرف أن ورائه نفوس تواقة إلى سماع كلام الله تعالى وإلى اتباع أوامره " قالوا سمعنا وأطعنا "
كان يقود مشروع أمة ، يرسم معالمها ، ويطرد عنها كلاب الفتنة وحمير الهوى
اللهم إني أشهدك أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، اللهم فاجزه خير ماجزيت به نبياً عن أمته
.*.
كان الحبيب مع أصحابه فمر على مقبرة ، فوقف ثم قال : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إن شَاءَ الله بِكُمْ لَاحِقُونَ
[ وهنا أريد من قارئ حروفي أن يخلص روحه من قيد التبعية وأن يخلع نعل الهوى حتى يشعر بدفء الوحي ]
ثم قال صلى الله عليه وسلم : " وَدِدْتُ أَنَّا قد رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا "
فقال الصحابة رضوان الله عليهم : أو لسنا إِخْوَانَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟؟
فقال صلى الله عليه وسلم : أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لم يَأْتُوا بَعْدُ
هل تشعر بحجم الشوق الذي كان في قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم لك ؟؟
سلّمَ على الأموات بعدما اطمأنت نفسه أنهم ماتوا على الحق
ثم تاقت نفسه إلى رؤياكَِ ، وأنتَِ حينها لم تكن شيئاً مذكوراً
نعم أنتَِ أنتَِ
إنه يشتاق إليكَِ ويود لو أنه يراك
تعجب الصحابة رضوان الله عليهم فسألوه : كَيْفَ تَعْرِفُ من لم يَأْتِ بَعْدُ من أُمَّتِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟؟
فأجابهم :أَرَأَيْتَ لو أَنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟؟
فقالوا : بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ
فقال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الْوُضُوءِ وأنا فَرَطُهُمْ على الْحَوْضِ
فداك روحي يارسول الله
لحظة
لاتسرف في تخيل نفسكَِ وأنتَِ تشرب من الحوض
فحديث الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينته بعد
تأملوا : إِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الْوُضُوءِ وأنا فَرَطُهُمْ على الْحَوْضِ
ألا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عن حَوْضِي كما يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ ألا هَلُمَّ
فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قد بَدَّلُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا
واخيبة من يذاد عن الحوض ،
الآن تخيل أنك مقبل على الحوض فتُطرد عنه ويناديك الرسول عليه الصلاة السلام وهو رؤوف رحيم أن هلمّ
فيقال له : إنه قد بدّل بعدك
فيقول : سحقاً سحقاً
ليت شعري من المحروم منا ؟
من الذي بدّل وغير ؟
من الذي لم يستطع التصبر ؟
من منا عن الحوض سيطرد ؟
وعن مرافقة الحبيب سيحرم ؟
فتش بين جنبيك وفي قلبك عن أمرٍ هو يحبه قد كرهته
وإن وجدت
فأطلق صافرة الإنذار
وابدأ بالحرب على نفسك
فما دمت تقرأ حروفي فأنت لازال أمامك متسع من الوقت
.*.
في يوم القيامة يجمع الله تعالى الناس كل الناس على صعيد واحد ، فيقول هؤلاء الناس لبعضهم البعض :
ألا ترون إلى ما أنتم فيه ؟
ألا ترون إلى ما قد بلغكم ؟
ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟
فيذهبون إلى الأنبياء وكل واحد منهم يقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ثم يذكر فِعْلَه
إلى أن يذهبوا إلى عيسى عليه السلام فيأبى الشفاعة ويطلب منهم أن يذهبوا إلى الحبيب صلوات ربه وسلامه عليه ،
فيأتي الناس إليه ويقولون له : يا محمد ، أنت رسول الله ،
وخاتم الأنبياء ،
غفر الله لك ذنبك ،
ما تقدم منه وما تأخر ،
فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما قد بلغنا ؟
ماردة فعله صلوات ربي وسلامه عليه ؟؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أقوم ، فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا إلى ربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد من قبلي ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ( يارب أمتي أمتي ، يارب أمتي أمتي ) ، فيقول : أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى
بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله
في هذا الموقف الرهيب العظيم الذي قال فيه جميع الأنبياء : نفسي نفسي
تقول أنت : أمتي أمتي
تُفكر في أمتك قبل نفسك
تهتم لنا في ذاك الموقف الصعيب
ولاتقر عينك حتى تُدخِل أمتك الجنة
وكأنك تشعر بحجم الغربة التي نعيشها والجهاد الذي نجاهده
غرباء نحن في أوطاننا يارسول الله
.*.
قل لي بربك هل هناك نسب بينك وبين الله ليخلقك مسلماً موحداً ؟؟
لاوالذي نفسي بيده
بل هي رحمة
وفضل
ومنة
وإحسان
وتكرم
ونعمة
فإن خالفت أمره وأمر رسوله فاحذر أن تُفتَن وتُسلَب هذه النعمة
(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
كم من مفتون في دينه وهو لايشعر ..!!
كم من مارق وهو يظن أنه في دوحة الإسلام ..!!
كم من غارق وهو يظن أنه على السفينة ..!!
.*.
أيها المسلم ألبسك الله لباس الإسلام وأهداك حلة الإيمان وبينك وبينه حبل متين قد اتصل
فمابالك تخلع لباس كساك به الله ..!! ..ََ
وتستغني بجهلك عن حلة الهداية ..!!
وتقطع بمعصيتك حبل الكرامة ..!!
.*.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله "
قلب بصرك فيمن حولك وانظر إلى المتساقطين الأذلاء سيعود إليك البصر غير حسير لأن الصاغرين كُثْر - نسأل الله السلامة والعافية -
فلا تغتر بكثرة الهالكين ولاتستوحش الطريق لقلة السالكين فهذه سنة الرحمان ليميز الخبيث من الطيب
الحق ممتحن ومنصور فلا
تجزع فهذي سنة الرحمن
.*.
بشرى :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم ،
قالوا ، يا نبي الله أو منهم ؟
قال ، بل منكم "
اللهم صل على محمد, وعلى أهل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد,
وبارك على محمد, وعلى آل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد