المشكلة
أنا متزوجة من عشر سنوات ولديّ ثلاثة أطفال، في بداية الزواج كنت أخاف من العلاقة الزوجية؛ لأنها كانت مؤلمة، ولكنني كنت أتقبلها على مضض؛ لأن هذا حق زوجي ولكنني أثناء العلاقة الحميمة لم أكن أشعر بشيء من المتعة التي يتحدثون عنها ويملئون بها آذاننا، وكنت أكرهها تماما في فترة الحمل ولكنني كنت أوافق عليها مكرهة؛ لأن هذا حق الزوج.
والآن وبعد عشر سنوات زواج فإن معاناتي ازدادت حيث إنني أصبحت أكره العلاقة الحميمة ولا أود حتى أن أتذكر أن وقتها قد حان، وأود التهرب منها بأي شكل حتى أنني أفرح جدا بأيام الدورة الشهرية، وأتمنى أن تظل طويلاً مع العلم أن زوجي طيب ويراعي مشاعري جداً، وأنا أحبه جدا في كل شيء ما عدا هذه العلاقة، فلا أشعر إلا أنها عذاب أود ألا يأتي أبداً، وإذا أتى فإنني أود أن ينتهي سريعاً كأنه واجب ثقيل وممل، فماذا أفعل وهذا فرض عليّ؟ ورفضي له يعتبر إغضابا لله، ولا أدري كيف أعيش في هذا العذاب إلى ما لا نهاية!! أرجو أن ترشدني لحل هذه المشكلة، وإذا كان من المهم أن أتعامل مع هذه العلاقة فقولي لي كيف يكون ذلك؟
العلاج
سيدتي الكريمة.. هناك حلقة مفقودة في سياق حياتك مع زوجك، تلك هي استمتاعك بالعلاقة؛ ولهذا الاستمتاع وجهان: وجه خاص بزوجك وهو المسئول عن الوصول بك إلى المتعة القصوى وتحويل الوقت الذي تقضينه فيها إلى وقت سعيد تتوقين إليه وتستعجلين الزمن لتكراره.. أما الوجه الآخر فهو قدرتك على استشعار هذا الاستمتاع وعلى التركيز على استنفار مشاعرك التي تصل بك إلى ذروة الإحساس بالعلاقة الحميمة، وهو المسمىّ في الكتب المتخصصة ڊ"متعة المتع".
سيدتي الكريمة.. هناك حلقة مفقودة في سياق حياتك مع زوجك، تلك هي استمتاعك بالعلاقة؛ ولهذا الاستمتاع وجهان: وجه خاص بزوجك وهو المسئول عن الوصول بك إلى المتعة القصوى وتحويل الوقت الذي تقضينه فيها إلى وقت سعيد تتوقين إليه وتستعجلين الزمن لتكراره.. أما الوجه الآخر فهو قدرتك على استشعار هذا الاستمتاع وعلى التركيز على استنفار مشاعرك التي تصل بك إلى ذروة الإحساس بالعلاقة الحميمة، وهو المسمىّ في الكتب المتخصصة ڊ"متعة المتع".
أما حالتك الحالية فهي القيام بالعلاقة من باب الوظيفة البحتة، ولذلك ضقت بها، حيث إن النفس البشرية لا تحتمل البذل المطلق، ولكن لا بد من تحقيق الفائدة في اتجاهين، وبما أن في حالتك هي في اتجاه واحد، وهو التضحية بالوقت والراحة والجهد في سبيل لا شيء، فقد بدأت تنفرين من ذلك وترفض نفسك المزيد من البذل.. ولكني أطمئنك يا سيدتي أن كل ما ينقصك أنت وزوجك هو بعض المعلومات التي تجهلانها كما هو واضح من طريقة سرد توصيف علاقتكما بأنها رائعة في كل جوانبها، وأنك تحبينه وتثنين على صفاته كلها، وتستمتعين بكل ما في زواجكما فيما عدا هذه العلاقة؛ فإن زوجا يتمتع بهذه الصفات لا بد له من الشعور بالسعادة إذا نجح في إسعاد زوجته في علاقتها الحميمة، حيث إن ذلك سيضفي الرونق على حبهما، ويكمل اللبنة الناقصة في جدار حياتهما، فتكتمل أركانها، وسينعكس ذلك قطعاً بشكل إيجابي على سائر نواحي علاقتهما سويا، وعلاقتهما بأولادهما من ناحية أخرى..
سيدتي الكريمة، إن الله قد اختص العلاقة الحميمة بما لم يختص به دونها من العلاقات الإنسانية، فهي متعة متناهية القدرة على إسعاد البشر، وهي في ذات الوقت متعة مجانية وحلال، بل إنها تُربح سعادة في الدنيا وأجراً في الآخرة، وقد وعد الله المؤمنين من عباده كمكافأة في جنات النعيم..
إن في ذلك كله دلالة يا عزيزتي كان لا بد أن تستوقفك، وتتأكدين منها أن حكمك على العلاقة وأثرها وماهيتها حكم خاطئ لا محالة؛ وبدلا من أن تطلبي حلاً يخول لك أن تتعايشي مع المسألة بغير ضيق، لا بد أن تسعي لكيفية أن تستمتعي بالعلاقة حق الاستمتاع، فيكفي العشر سنوات الماضية الفائتة من العمر دون الاستفادة من تلك المتعة الحلال، كفاك خسارة يا صديقتنا العزيزة؛ ما زلت شابة، وما زال زوجك شاباً، وطالما ما زالت أنفاسنا تدخل صدورنا فلم يفُت الوقت أبداً..
اقرئي هذا الرد لزوجك يا عزيزتي، واسعيا سويا لأحد المتخصصين ليعلمكما الطريقة الواجب اتّباعها -وهي سهلة وبسيطة- وستأخذكم هذه المتعة إلى عنان السماء من حيث السعادة طالما توفر الحب بينكما.. أدامه الله عليكما وبارك لكما في حبكما وهدوء سريرتكما وأبنائكما وكتب لكما زواجاً سعيداً مديدا بإذن الله تعالى..