نيــــرون
نيرون او نيرو (37 ميلاديه- ميلادية68) كان خامس وأخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية وصل إلىالعرش لأنه كان أبن كلوديوس بالتبنى
يعتبر الاضطهاد الذي اثاره نيرون Nero علي المسيحيين اول الاضطهادات الامبراطورية، الذي يرتبط به استشهاد عمودين من اعمدة الكنيسة، هما القديسان بطرس وبولس حسب التقليد الكنسى يبدأ هذا الاضطهاد سنه 64م، وفي السنه العاشرة لحكم ذلك الطاغية بأمره وتحريضه. وهو نفس الامبراطور الذي تظلم لديه بولس – كمواطن روماني – من المحاكمة اليهودية وقال (الي قيصر انا رافع دعواي) علي ان هذا الاضطهاد لم يكن اضطهادا دينيا خالصا، كالاضطهادات التي اثارها الاباطرة الذين اتوا بعد نيرون، لكنه بدأ ضمن كارثه عامة اتهم بها المسيحيون .
كانت السنوات الخمس الاولي من حكم نيرون فترة مجيدة بفضل القيادة الحكيمة لمعلمه سينكا لكن الفترة الباقية من حكمة حتي سنه 68 كانت شنيعه. اننا نقرأ عن حياته بمشاعر تمتزج فيها السخرية من جنونه والفزع من شره كان العالم بالنسبة له رواية هزيله، ومأساة يقوم هو فيها بدور الممثل الاول. كان ذا شهوة جنونية لتهليل الجماهير. كان يضرب علي القيثارة، وينشد اغانيه وقت العشاء، ويقود بنفسه عرباته في السيرك. كما يظهر فوق المسرح كممثل، وكان يرغم رجالا من ذوي المراتب العالية في الدوله، ان يمثلوا في تمثيليات الدراما، وفي اقذر واقبح تمثيليات الخرافات والاساطير الاغريقية واكثرها فحشاء. ولم يقف عند هذا الحد، بل ان المآسي الواقعية اعقبت المآسي التمثيلية. فأخذت جرائمه تتراكم الواحدة فوق الاخري، حتي اصبح مضرب الامثال في الشر. قتل اخاه بريتانيكوس وامه اجربينا لاختلافهما معه فى الرأى وزوجته اوكتافيا لمجرد انها انتقدت أدائه التمثيلى فى احدى المسرحيات وكذلك زوجته اليهودية يوبايا وأجبر معلمه واستاذه سينكا على الانتحار، وعديدا من الشخصيات الرومانية البارزة. واخيرا ختم هذه المأساه الطويله بانتحاره وهو في الثانية والثلاثين من عمره. وبموته انقرضت اسرة يوليوس قيصر وغدت الامبراطوريه مغنما للقادة العسكريين والمغامرين الناجحين.......
حريق روما
بدأ الحريق ليلاً، في ليله 18/19 يوليه سنه 64، في الاكشاك الخشبية في الطرف الجنوبي الشرقي للسيرك الكبير، قرب تل بلاتين وسرعان ما امتدت السنة النار بواسطة الريح وظلت تلتهم كل ما يصادفها في طريقها لمدة سته ايام وسبع ليال. وذلك بعد ان فشل الجنود ورجال الاطفاء في إخمادها وحصرها....... ثم ما لبثت ان اندلعت ثانية في جزء ثاني من المدينة قرب ساحة مارس وفي خلال ثلاث اخري دمرت قسمين اخرين من المدينة.
كانت الكارثة فادحة ولا تقدر، اذ لم يسلم من الحريق المدمر سوي اربع اقسام من الاربعة عشر قسما التي كانت تنقسم اليها المدينة العظيمة واتي الحريق علي كثير من الاثار والابنية والمعابد التي ترجع الي عصور الملكية والجمهورية والامبراطورية. وتحولت اثمن اثار الفن الاغريقي – التي ظلت تجمع لعده قرون من الزمان – الي تراب ورماد. كما التهمت السنه النيران كثيرا من الناس والبهائم ...... وهكذا تحولت المدينة الاولي في العالم الي جبانه عظيمة تضم مليونا من النائحين ينوحون الخسارات التي لا تعوض.......
اما اسباب هذا الحريق الجبار، فلم يعط التاريخ فيها حكما قاطعا. لكن كل الشائعات التي ترددت والشهادات وكتابات المؤرخين القدامي تشير الي نيرون علي انه الفاعل، وانه اراد ان يستمتع بمنظر طرواده اخري تحترق ويشبع طموحه وجنونه في اعاده بناء روما علي نسق اضخم ويدعوها نيروبوليس أي مدينة نيرون. وحينما اندلعت السنة النيران كان هو علي شاطيء البحر في انتيوم مسقط راسه. ولم يعد ان امتدت النيران الي قصره الخاص. حتي يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق وفي الوقت نفسه يستمع بقسوة شيطانية جديدة الصق التهمة بالمسيحين المنبوذين، الذين اضحوا في تلك الاونه – خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما – مميزين عن اليهود . كان المسيحيون بلا ريب يحتقرون الالهه الرومانية، واتهموا زورا بارتكاب جرائم سرية كانت الشرطة والناس – تحت سيطرة الفزع الناشيء من الكارثة المروعه – علي استعداد لان يصدقوا اشر الافتراءات. ومن ثم طالبوا بالضحايا. وماذا كان ممكن ان ننتظره من الجموع الجاهله اذ كان بعض الرومان المثقفين من امثال تاسيتوس وسيوتونيوس وبليني ألصقوا المسيحية بالعار، كخرافة مفسدة دنيئة. لقد نظروا اليها علي انها اشر من اليهودية.
مشاهد الوحشية في تعذيب المسيحيين
ترتب علي تهمة الحريق – مؤيده بتهمة كراهية الجنس البشري – بدء كرنفال من الدماء لم تشهد له روما الوثنية مثيلا. حتي ان البعض قالوا ان ما حدث كان اجابه قوات الجحيم لحركة التبشير المثمرة التي قام بها الرسولان بولس وبطرس، والتي زعزعت اعماق الوثنية من اهم معاقلها. حكم بالموت علي اعداد ضخمة من المسيحيين بابشع الوسائل. صلب بعضهم امعانا في السخرية بعقوبة المسيح ولف البعض الاخر في جلود الحيوانات الضارية والقوا للكلاب المسعورة في مسرح الالعاب الرياضية. وبلغت المأساة الشيطانية ذروتها ليلا في الحدائق الامبراطورية، عندما اشعلت النار في المسيحيين والمسيحيات، بعد ان دهنوا بالقار والزيت والراتنج (صمغ الصنوبر) وسمروا في اعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسليه الجماهير بينما شوهد نيرون في ثياب غريبة الشكل مرسوم عليها جواد سباق متباهيا بفنه في عربته.. كان حرق الانسان حيا هي عقوبة من يحرق عمدا لكن قسوة ووحشية هذا الامبراطور المعتوه املت عليه ان يجعلهم وسيله للانارة، علي ان ما انزله نيرون من ضروب الوحشية بالمسيحين لم تكن عقابا علي ديانتهم بل علي التكتل الجماعي في احراق روما عمدا ان ما اوردناه عن هذا الموضوع استقيناه من شهادة تاسيتوس اكبر المؤرخين الوثنيين المعاصرين الذي رسم صورة كامله لدقائق حريق روما وكان له من العمر وقتئذ ثمان سنوات وكتب تاريخة بعد ذلك بخمسين سنه يضاف الي شهادة تاسيتوس، ما سجله المؤرخ اكليمنضس الروماني في اواخر القرن الاول الميلادي والعلامة ترتليانوس في القرن الثاني.
نتائج اضطهاد نيرون
كان هذا العمل بمثابة تعبئة لشعور جماهير الوثنيين ضد المسحيين. كان هو الشرارة الأولى التي اضرمت نيران سلسلة حروب طويلة ضد الديانة الجديدة. ومن هول ما ذاقه المسيحيون على يدي هذا الطاغية، اعتقدوا أنه سيظهر ثانية كالمسيح الدجال الذي أشار إليه العهد الجديد. تمتع نيرون بنوع من الشعبية بين السوقة والدهماء.... هؤلاء الدهماء اعجبوا بشبابه وجماله الجسدي التى ربما حسبوها نوع من البطولة كالتي ذخرت بها الأساطير القديمة. ومن هنا فقد راجت شائعة بين الوثنين عقب انتحاره، مؤداها انه لم يمت، لكن هرب إلى البارئثين parathions ، وأنه سيعود إلى روما على رأس جيش كبير ويبيدها. قام بالفعل ثلاثة مدعين كل منهم يحمل اسم هذا الطاغية، واستغلوا هذا الاعتقاد السائد، ووجدوا من ينضم غليهم، وكان ذلك في حكم الأباطرة أوتو، وتيطس، ودومتيان.
ومما يؤثر عن دومتيان أنه كان يرتعد هلعا من اسم نيرون!! أما بين المسيحيين فقد آخذت شائعة المجئ الثاني لنيرون صورة مغايرة ويذكر لكتانتيوس l في كتابة " موت المضطهدين " عبارة قالتها سبلة الحكيمة مؤداها أنه كما أن نيرون كان هو أول المضطهدين، فسيكون أيضاً هو الأخير، ويسبق مجئ المسيح الدجال. ويذكر اغسطينوس في كتابة " مدينة الله " أنه في زمانه كان ما يزال هناك رأيان سائدين بخصوص نيرون. أحدهما رأى المسيحيين، ومؤداه أن نيرون سيبعث من الموت كضد للمسيح، والآخر رأى الوثنين وخلاصته أن نيرون لم يمت لكنه مخفى وسيحيا ويعود إلي مملكته...
نيرون او نيرو (37 ميلاديه- ميلادية68) كان خامس وأخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية وصل إلىالعرش لأنه كان أبن كلوديوس بالتبنى
يعتبر الاضطهاد الذي اثاره نيرون Nero علي المسيحيين اول الاضطهادات الامبراطورية، الذي يرتبط به استشهاد عمودين من اعمدة الكنيسة، هما القديسان بطرس وبولس حسب التقليد الكنسى يبدأ هذا الاضطهاد سنه 64م، وفي السنه العاشرة لحكم ذلك الطاغية بأمره وتحريضه. وهو نفس الامبراطور الذي تظلم لديه بولس – كمواطن روماني – من المحاكمة اليهودية وقال (الي قيصر انا رافع دعواي) علي ان هذا الاضطهاد لم يكن اضطهادا دينيا خالصا، كالاضطهادات التي اثارها الاباطرة الذين اتوا بعد نيرون، لكنه بدأ ضمن كارثه عامة اتهم بها المسيحيون .
كانت السنوات الخمس الاولي من حكم نيرون فترة مجيدة بفضل القيادة الحكيمة لمعلمه سينكا لكن الفترة الباقية من حكمة حتي سنه 68 كانت شنيعه. اننا نقرأ عن حياته بمشاعر تمتزج فيها السخرية من جنونه والفزع من شره كان العالم بالنسبة له رواية هزيله، ومأساة يقوم هو فيها بدور الممثل الاول. كان ذا شهوة جنونية لتهليل الجماهير. كان يضرب علي القيثارة، وينشد اغانيه وقت العشاء، ويقود بنفسه عرباته في السيرك. كما يظهر فوق المسرح كممثل، وكان يرغم رجالا من ذوي المراتب العالية في الدوله، ان يمثلوا في تمثيليات الدراما، وفي اقذر واقبح تمثيليات الخرافات والاساطير الاغريقية واكثرها فحشاء. ولم يقف عند هذا الحد، بل ان المآسي الواقعية اعقبت المآسي التمثيلية. فأخذت جرائمه تتراكم الواحدة فوق الاخري، حتي اصبح مضرب الامثال في الشر. قتل اخاه بريتانيكوس وامه اجربينا لاختلافهما معه فى الرأى وزوجته اوكتافيا لمجرد انها انتقدت أدائه التمثيلى فى احدى المسرحيات وكذلك زوجته اليهودية يوبايا وأجبر معلمه واستاذه سينكا على الانتحار، وعديدا من الشخصيات الرومانية البارزة. واخيرا ختم هذه المأساه الطويله بانتحاره وهو في الثانية والثلاثين من عمره. وبموته انقرضت اسرة يوليوس قيصر وغدت الامبراطوريه مغنما للقادة العسكريين والمغامرين الناجحين.......
حريق روما
بدأ الحريق ليلاً، في ليله 18/19 يوليه سنه 64، في الاكشاك الخشبية في الطرف الجنوبي الشرقي للسيرك الكبير، قرب تل بلاتين وسرعان ما امتدت السنة النار بواسطة الريح وظلت تلتهم كل ما يصادفها في طريقها لمدة سته ايام وسبع ليال. وذلك بعد ان فشل الجنود ورجال الاطفاء في إخمادها وحصرها....... ثم ما لبثت ان اندلعت ثانية في جزء ثاني من المدينة قرب ساحة مارس وفي خلال ثلاث اخري دمرت قسمين اخرين من المدينة.
كانت الكارثة فادحة ولا تقدر، اذ لم يسلم من الحريق المدمر سوي اربع اقسام من الاربعة عشر قسما التي كانت تنقسم اليها المدينة العظيمة واتي الحريق علي كثير من الاثار والابنية والمعابد التي ترجع الي عصور الملكية والجمهورية والامبراطورية. وتحولت اثمن اثار الفن الاغريقي – التي ظلت تجمع لعده قرون من الزمان – الي تراب ورماد. كما التهمت السنه النيران كثيرا من الناس والبهائم ...... وهكذا تحولت المدينة الاولي في العالم الي جبانه عظيمة تضم مليونا من النائحين ينوحون الخسارات التي لا تعوض.......
اما اسباب هذا الحريق الجبار، فلم يعط التاريخ فيها حكما قاطعا. لكن كل الشائعات التي ترددت والشهادات وكتابات المؤرخين القدامي تشير الي نيرون علي انه الفاعل، وانه اراد ان يستمتع بمنظر طرواده اخري تحترق ويشبع طموحه وجنونه في اعاده بناء روما علي نسق اضخم ويدعوها نيروبوليس أي مدينة نيرون. وحينما اندلعت السنة النيران كان هو علي شاطيء البحر في انتيوم مسقط راسه. ولم يعد ان امتدت النيران الي قصره الخاص. حتي يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق وفي الوقت نفسه يستمع بقسوة شيطانية جديدة الصق التهمة بالمسيحين المنبوذين، الذين اضحوا في تلك الاونه – خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما – مميزين عن اليهود . كان المسيحيون بلا ريب يحتقرون الالهه الرومانية، واتهموا زورا بارتكاب جرائم سرية كانت الشرطة والناس – تحت سيطرة الفزع الناشيء من الكارثة المروعه – علي استعداد لان يصدقوا اشر الافتراءات. ومن ثم طالبوا بالضحايا. وماذا كان ممكن ان ننتظره من الجموع الجاهله اذ كان بعض الرومان المثقفين من امثال تاسيتوس وسيوتونيوس وبليني ألصقوا المسيحية بالعار، كخرافة مفسدة دنيئة. لقد نظروا اليها علي انها اشر من اليهودية.
مشاهد الوحشية في تعذيب المسيحيين
ترتب علي تهمة الحريق – مؤيده بتهمة كراهية الجنس البشري – بدء كرنفال من الدماء لم تشهد له روما الوثنية مثيلا. حتي ان البعض قالوا ان ما حدث كان اجابه قوات الجحيم لحركة التبشير المثمرة التي قام بها الرسولان بولس وبطرس، والتي زعزعت اعماق الوثنية من اهم معاقلها. حكم بالموت علي اعداد ضخمة من المسيحيين بابشع الوسائل. صلب بعضهم امعانا في السخرية بعقوبة المسيح ولف البعض الاخر في جلود الحيوانات الضارية والقوا للكلاب المسعورة في مسرح الالعاب الرياضية. وبلغت المأساة الشيطانية ذروتها ليلا في الحدائق الامبراطورية، عندما اشعلت النار في المسيحيين والمسيحيات، بعد ان دهنوا بالقار والزيت والراتنج (صمغ الصنوبر) وسمروا في اعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسليه الجماهير بينما شوهد نيرون في ثياب غريبة الشكل مرسوم عليها جواد سباق متباهيا بفنه في عربته.. كان حرق الانسان حيا هي عقوبة من يحرق عمدا لكن قسوة ووحشية هذا الامبراطور المعتوه املت عليه ان يجعلهم وسيله للانارة، علي ان ما انزله نيرون من ضروب الوحشية بالمسيحين لم تكن عقابا علي ديانتهم بل علي التكتل الجماعي في احراق روما عمدا ان ما اوردناه عن هذا الموضوع استقيناه من شهادة تاسيتوس اكبر المؤرخين الوثنيين المعاصرين الذي رسم صورة كامله لدقائق حريق روما وكان له من العمر وقتئذ ثمان سنوات وكتب تاريخة بعد ذلك بخمسين سنه يضاف الي شهادة تاسيتوس، ما سجله المؤرخ اكليمنضس الروماني في اواخر القرن الاول الميلادي والعلامة ترتليانوس في القرن الثاني.
نتائج اضطهاد نيرون
كان هذا العمل بمثابة تعبئة لشعور جماهير الوثنيين ضد المسحيين. كان هو الشرارة الأولى التي اضرمت نيران سلسلة حروب طويلة ضد الديانة الجديدة. ومن هول ما ذاقه المسيحيون على يدي هذا الطاغية، اعتقدوا أنه سيظهر ثانية كالمسيح الدجال الذي أشار إليه العهد الجديد. تمتع نيرون بنوع من الشعبية بين السوقة والدهماء.... هؤلاء الدهماء اعجبوا بشبابه وجماله الجسدي التى ربما حسبوها نوع من البطولة كالتي ذخرت بها الأساطير القديمة. ومن هنا فقد راجت شائعة بين الوثنين عقب انتحاره، مؤداها انه لم يمت، لكن هرب إلى البارئثين parathions ، وأنه سيعود إلى روما على رأس جيش كبير ويبيدها. قام بالفعل ثلاثة مدعين كل منهم يحمل اسم هذا الطاغية، واستغلوا هذا الاعتقاد السائد، ووجدوا من ينضم غليهم، وكان ذلك في حكم الأباطرة أوتو، وتيطس، ودومتيان.
ومما يؤثر عن دومتيان أنه كان يرتعد هلعا من اسم نيرون!! أما بين المسيحيين فقد آخذت شائعة المجئ الثاني لنيرون صورة مغايرة ويذكر لكتانتيوس l في كتابة " موت المضطهدين " عبارة قالتها سبلة الحكيمة مؤداها أنه كما أن نيرون كان هو أول المضطهدين، فسيكون أيضاً هو الأخير، ويسبق مجئ المسيح الدجال. ويذكر اغسطينوس في كتابة " مدينة الله " أنه في زمانه كان ما يزال هناك رأيان سائدين بخصوص نيرون. أحدهما رأى المسيحيين، ومؤداه أن نيرون سيبعث من الموت كضد للمسيح، والآخر رأى الوثنين وخلاصته أن نيرون لم يمت لكنه مخفى وسيحيا ويعود إلي مملكته...