{ .. بعض الناس حتى يومنا هذا يندهشون إذا أخبرناهم أن اللون الأسود من الألوان التي لا وجود لها في الطبيعة.
ويتساءلون: لماذا وكيف؟ وكشف النقاب عن هذا التساؤل يمكننا تلخيصه على الوجه الآتي: إن اللون الأسود المنظور لعين المشاهد غير موجود حقيقة لأن الليل الأسود ليس أسود اللون وإنما هو في علم الفيزياء ليل ملون تميل ألوانه إلى اللون البنفسجي الغامق حتى ظلال اللون الأسود ملونة وبالتالي فإن الكرة الأرضية وما عليها من كائنات في دورتها الدائمة في حالة لونية مستمرة في التغير والتبدل وهذا ما تؤكده الدراسات الضوئية وعلم الفيزياء على الكون لذلك فنحن حين نتأمل حركة التاريخ الفني نجد أن الحركة الفنية الانطباعية وهي إحدى الحركات في الفن التشكيلي قد أخذت هذا الخيط واضافت إليه اجتهادها من خلال التجربة وهي أن الألوان تتغير بنفسها بتغير الزمان عند وقوعها على كائنات في مكان ما وفي المدة الزمنية والوقت الذي نشاهد فيه، فمثلا إذا وضعنا قطعة من الطين أو الخشب تحت أشعة الشمس فإننا سنلاحظ أن الألوان الساقطة فوق القطعة تتغير في كل لحظة متأثرة بحركة الشمس من درجة وقوعها وقوتها إلى درجة انخفاضها وانعكاسها على القطعة .. فترى القطعة مختلفة اللون بين لحظة وأخرى وهذا يعني أن الألوان ليست من الألوان الثابتة لأنها مرتبطة بحركة الكون.
إن ضوء الشمس الذي نراه كمجرد لون واحد إنما هو في الحقيقة يختلف عما نراه في الواقع لأننا عن طريق تحليله نتوصل إلى أنه ليس لونا واحدا وإنما هو في الحقيقة ستة ألوان أساسية فالخدعة التي تقوم بها الطبيعة للعين هي أن قرص الشمس المستديم في دورته تمتزج فيه الألوان الأساسية بحركة الدوران أمام العين المشاهدة فيتحول إلى لون واحد إن الألوان في لغة الفن التشكيلي بشكل عام ليست جزءا هاما من الأشياء المرسومة فكل لون نراه يصاحب معه ظله المكمل له.
